كيف كانت ( لا إله إلا الله ) مشتملة على جميع أنواع التوحيد ؟
هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها ؛ إما بالتضمن وإما بالالتزام ، وذلك أن قول القائل ( أشهد أن لا إله إلا الله ) يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة ـ الذي يسمى توحيد الألوهية ـ وهو متضمن لتوحيد الربوبية ، لأن كل متضمن لتوحيد الأسماء والصفات ؛ لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة ، لما له من الأسماء والصفات ، ولهذا قال إبراهيم لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) ـ مريم : 42 . فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .
-------------------------------
قول بعض الناس إن معنى (لا إله إلا الله ) إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصادق على الله ؛ أنه هو الضار والنافع والمحيي والمميت ، وكل شيء لا يضر ولا ينفع وأن الله هو الذي وضع فيه الضر والنفع ؟.
قول هذا القائل قول ناقص ، فإن هذا المعنى من معاني ( لا إله إلا الله ) ومعناها الحقيقي الذي دعا إليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكفر به المشركون أنه لا معبود بحق إلا الله ، فالإله بمعنى مفعول ، وتأتي فعال بمعنى مفعول ، وهذا كثير، ومنه فراش بمعنى مفروش ،وبناء بمعنى مبني ، وغراس بمعنى مغروس ، فإله بمعنى مألوه، أي الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه ولا يستحق هذا حقا إلا الله . فهذا معنى لا إله إلا الله .
وقد قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام : ربوبية ،وألوهية ، وأسماء وصفات ، فتوحيد الألوهية هو إفراد الله ،سبحانه ، بالخلق والملك والتدبير ، وتوحيد الألوهية هو إفراد الله سبحانه بالعبادة وتوحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله بما يجب له من الأسماء والصفات بأن نثبتها لله تعالى على وجه الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
وقد يقول البعض إن هذا التقسيم للتوحيد بدعة . ولكن نقول بتتبع النصوص الواردة في التوحيد وجدناها لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة ، والاستدلال المبني على التتبع والاستقراء ثابت حتى في القرآن ، كما في قوله تعالى ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) ـ مريم : 77 ـ 79 . والجواب : : لا هذا ولا هذا . ولهذا قال تعالى ( كلا سنكتب ما يقول ).
وبعض المتكلمين قالوا : التوحيد أن تؤمن أن الله واحد في أفعاله لا شريك له ، واحد في ذاته لا جزاء له ، واحد في صفاته لا شبيه له ، وهذا تقسيم قاصر .
-----------------------------
عن أول واجب على الخلق ؟.
أول واجب على الخلق هو أول ما يدعى الخلق إليه وقد بينه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لمعاذ بن جبل ، رضي ا لله عنه ، حين بعثه لليمن فقال (إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ). فهذا أول واجب على العباد أن يوحدوا الله عز وجل وأن يشهدوا لرسوله ،صلى الله عليه وسلم ، بالرسالة . وبتوحيد الله عز وجل والشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، يتحقق الإخلاص ،والمتابعة اللذان هما شرط لقبول كل عبادة.